قصة رجال الطيب
عاش قبائل تهامة وعسير قديمًا على سفوح جبال عسير في جنوب المملكة العربية السعودية، وقد اشتهر أهلها بتزيين أكاليل الزهور الملونة. وظلت ثقافة الجنوب مخفية لفترة طويلة من الزمن قبل اكتشاف العالم الخارجي لها.
ثقافة الجنوب
كان الوصول إلى منطقة عسير الجبلية صعبًا تقريبًا، مما جعل القرى المحيطة لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال شبكة من الدرابزين وسلالم الحبال. مع إدخال التلفريك إلى المنطقة في عام ١٩٩٠م، أصبح الوصول للمنطقة أكثر سهولة. في السنوات الأخيرة، اكتسبت المنطقة زخمًا، حيث تم تقدير ثقافتها وتقاليدها على نطاق عالمي. تم تسجيل المنطقة من قبل اليونسكو كموقع للتراث الثقافي. وعُرفت بالقط العسيري وهي زخارف داخلية تقليدية كانت تقوم بها النساء على الجدران آنذاك، شكل فني قديم يعتبر عنصراً أساسياً في هوية منطقة عسير.
التاريخ والقصة وراء ارتدائه
عُرف القحطانيون - الذين يُعتبرون من أقدم الجماعات الاجتماعية في شبه الجزيرة العربية - باسم رجال الطيب لزينة فساتينهم التقليدية، والتيجان المصنوعة من مجموعة متنوعة من الزهور والأعشاب، والتي تختلف حسب المناسبة. يرتدي البعض في المناسبات العامة والدينية، بينما يرتدي البعض الآخر للزينة - للشم والمظهر الجميل. حتى أن بعضها يستخدم للأغراض الطبية للمساعدة في درء الصداع.
أنواع تاج الزهرة
يذهب رجال الطيب إلى السوق في الصباح الباكر لشراء أكاليل الزهور الجاهزة، والبعض يفضل اختيار الأعشاب والزهور الخاصة بهم، وإعداد الأكاليل بأنفسهم للتزين بمظهر أكثر تميزًا. يدوم كل تاج زهرة حوالي يومين إلى ثلاثة أيام، لذلك يعود الرجال إلى السوق كل بضعة أيام لشراء أكاليل زهور جديدة. تتكون هذه الأكاليل من مجموعة متنوعة من الأعشاب والزهور - وأشهرها الريحان البري والحلبة وأزهار القطيفة. تصنع التيجان الأكثر تفصيلاً أو المزخرفة بنوع من الياسمين الأبيض، لذا يجب حفظها في صندوق ثلج هش للغاية.
رمز زيارة الجنوب
يعتبر رجال الطيب اليوم رمزًا لزيارة الجنوب حتى أنه في عام ٢٠١٩م نظمت وزارة الثقافة السعودية "مهرجان رجال الطيب" السنوي، والتابع لموسم السودة، للاحتفال بهذا التقليد في المنطقة الجنوبية. يجلب المهرجان آلاف السائحين من جميع أنحاء العالم، ليتمتعون بتجربة العادات الثقافية الأخرى.